الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
12- أن الله عز وجل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة؟ بعد حين.{وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}.13- أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}.14- العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصًا لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق.15- جواز المسابقة ومشروعيتها، فالمسابقة تكون على الخيل والسهام.....لا تبقى إلا في نصل أو خف أو حافر أي على الإبل والخيل والسهام.هذه الأمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقة فيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فلا يجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على ثلاث أنواع:أ-جائز بعوض. ب-جائز بغير عوض. ج-محرم.أ-جائز بعوض:مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل، مسابقه الرمي بالطائرات، بالدبابات، بأي وسيله بالرمي لأنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز، فابن تيميه رحمه الله أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين. فلو عملنا مسابقه في حفظ القرءان وحفظ السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون بجُعل أي بمقابل بجائزة.قال في المغني: كتاب السبق والرامي المسابقة جائزة بالسنة والإجماع وأما السنة فروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع وبين التي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق (متفق عليه)...... وأما المسابقة بعوض فلا تجوز إلا بين الخيل والإبل والرمي لما سنذكره إن شاء الله تعالى واختصت هذه الثلاثة بتجويز العوض فيها لأنها من آلات الحرب المأمور بتعلمها وإحكامها والتفوق فيها. اهـ.19-أن الشراء يطلق على البيع والشراء قال: {وشروه بثمن بخس} يعنى باعوه بثمن بخس، وكلمة شراء في اللغة تطلق على البيع أيضا.20-أن بيع الحر وأكل ثمنه من الكبائر العظيمة وهكذا فعل هؤلاء باعوا حرًا وأكلوا ثمنه.21- مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز وليس أن يكون ذليلا مهانًا، لذا قال عزيز مصر لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا.....}.20-أن بيع الحر وأكل ثمنه من الكبائر العظيمة وهكذا فعل هؤلاء باعوا حرًا وأكلوا ثمنه.21- مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز وليس أن يكون ذليلا مهانًا، لذا قال عزيز مصر لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا.....}.22- أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فان الله يؤتيه علمًا وحكمةً.: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}23- خطورة الخلوة بالمرأة في البيت: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة.24- كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة:أولًا: راودته هي، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام، لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام...، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال». لماذا؟ لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته.ما هي وسائل الجذب؟ أولا: راودته.ثانيا: هو في بيتها أي ليس غريبًا، يُشك فيه إذا دخل البيت.ثالثا: أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام.رابعا: أنها شجعته على ذلك وقالت هيت لك. تعالى....... هيا.خامسا: أنه كان شابًا، وداعي الزنا عند الشباب أكبر.سادسا: أنها كانت سيدته لها عليه الأمر والنهى والطاعة.سابعا: كان عبدًا وداعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر إليه من مستوى أدنى.ثامنا: أن الرجل كان غريبًا عن البلد، والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان غريبًا.تاسعا: أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر.28- عظم كيد المرأة قال تعالى: {إن كيدكن عظيم} والذي يتأمل كيف حاكت هذه المرأة المؤامرة وغلقت الأبواب وقالت هيت لك واستعانت بالنسوة. يعنى أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت، وهذا شيء خلقه الله واستعظمه.29- عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام «إن يوسف أوتى شطر الحسن» نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام.{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32)}30- سرعة سريان الشائعات بين النساء: {وقال نسوة.....} وكالة الأنباء مجرد ما تتلقى خبر بالذات مثل هذا إلا وهو في البلد منتشر، دارت الأخبار بسرعة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه.: {فلما سمعت بمكرهن} وهذا كيد النساء تريد أن ترد الآن فجمعتهن وأعددت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن، هو خادم في البيت يطيع رغمًا عنه اخرج عليهن، خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عن السكاكين التي تعمل في الأيدي، وقطعن أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدل على شده جمال يوسف عليه السلام لدرجه أن ألم تقطيع الأيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤية يوسف عليه السلام.31- أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة وإن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما راءوا جمال يوسف: {قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم} فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة والشيطان قبيح جدا.قيل أن الجاحظ كان جالسًا فجاءت امرأة مع صائغ وقالت مثل هذا وأشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حليًا عليه صورة الشيطان فقلتُ لها وما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك؟ قالت: ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا.فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل، والله عز وجل قال عن جبريل: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} (الصافات:65) في القبح.{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}32- أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية وبين الصبر على الشدة. يصبر على الشدة ويُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} واستعانة يوسف بالله: {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} يعنى الإنسان ضعيف ويوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ والفحشاء.33- استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} يسمع دعاء عبده: {الْعَلِيمُ} بحال هذا العبد الذي يدعوه.{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}34- أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم؟ أو أنه يعبر الأحلام؟ لا.فلماذا لجئا إليه: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يعنى عليك سيما الصلاح وعلامات الصالحين.إذًا أهل الصلاح يظهر عليهم والناس يحبونهم وينجذبون إليهم- رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك والملك كافر والبلدة كافرة ويوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه: {إنا نراك من المحسنين} حالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك، أنت شخص من المحسنين. كما يقول العامة: {من أهل الله}.{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}.35- أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناسًا الحق فإنه يجعلهم يثقون به ويطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير، قال: {لا يأتيكما طعام..} قبل الجواب لكسب الثقة، فالداعي يحتاج أولًا إلى كسب ثقة المدعو وهي قضيه مهمة، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه ويثق فيه: {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي} وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية.36- أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد، فلقد أرسل الرسول- صلي الله عليه وسلم- معاذًا إلى اليمن وقال: {إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ} قال: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ} وقال قبلها: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.
|